Search

Close
Show passwordHide password

Log in
Close

Do you really want to create a new entry?

Offices and unitsDemographicsPartiesRegionsSettlementsPlacesPeopleArticles

Create new

Palestine, from the sayings of President Gamal Abdel Nasser • فلسْطِين من أقوال الرئيس جمال عبد الناضر

Page

Contents

Translation

Cover

كتب قومية
مكتبة الرئيسَ جَمَال عبْد الناصرْ

فلسْطِين
من أقوال
الرئيس جمال عبد الناضر

كتب قوميّة
مكتبة الرئيس جمال عبد الناصر
فلسطيْن
من أقوال الرئيس جمال عبد الناضر
الدار القومية للطباعة والنتر

3

مقدمة
من فلسفة الثورة
بدأ نوع من الفهم يخالج تفكيرى حول هذا الموضوع لما أصبحت طالبا فى الكلية الحربية ادرس تاريخ حملات فلسطين بصفة خاصة، وأدرس بصفة عامة تاريخ المنطقة وظروفها التى جعل منها فى القرن الأخير فريسة سهلة تتخطفها انياب مجموعة من الوحوش الجائعة .
ثم بدأ الفهم يتضح وتتكشف الأعمدة التى تتركز عليها حقائقه لما بدأت أدرس وانا طالب فى كلية اركان الحرب حملة فلسطين .، ومشاكل البحر الأبيض المتوسط بالتفصيل .
ولما بدأت أزمة فلسطين كنت مقتنعا فى أعماقى بأن القتال فى فلسطين ليس قتالا فى أرض غريبة . وهو ليس انسياقا وراء عاطفة وانما هو واجب يحتمه الدفاع عن النفس .
وقضت الظروف بعدها أن تدخل الجيوش العربية كلها الحرب
فى فلسطين .
ولست أريد أن أدخل فى تفاصيل حرب فلسطين - والآن -
فذلك بحث تتشعب فيه الأحاديث . وانما يعنينى من حرب فلسطين درس عجيب .
لقد دخلتها شعوب العرب جميها بدرجة واحدة من الحماسة واذن فهذه الشعوب جميعا تتشارك فى شعورها وفى تقديرها لحدود سلامتها .
ثم خرجت منها هذه الشعوب بنفس المرارة والخيبة ، واذن

4

تهي جميعا. كل منها في بلاده. قد تعرضت لغسل العوامل وحكمتها نفس القوى التي ساقتها الى الهزيمة وكسرت رأسها بالذل والعار.

ولقد خلت الى نفسى مرات كثيرة في خنادق عراق المنشية وفي جحورها.

وكنت يومها أركان حرب الكتيبة السادسة التي كانت تقف في ذلك القطاع وتدافع عنه أحيانا وتهاجم في أكثر الأحيان. وكنت أخرج الى الأطلال المحطمة من حولى بفعل نيران العدو ثم أسبح بعيدا مع الخيال.

وأحيانا كانت الرحلة مع الخيال تمضي بي بعيدا الى آفاق النجوم أطال في هذا الارتفاع الشاهق على المنطقة بأكملها، وكانت الصورة تبدو في ذلك الوقت واضحة أمام بصيرتي هذا هو المكان الذى حوصرنا فيه، هذه مواقع كتبيتنا وهذه مواقع الكتائب الأخرى المشتركة معنا على الخط. وهذه قوات العدو تحيط بنا.

وهذه قوات أخرى لنا.. هي أيضا محاصرة لا تستطيع الحركة الواسعة وأن بقي لها مجال للمناورة المحدودة.

أن الظروف السياسية الحاضرة بالعاصمة التي تتلقى منها الأوامر تحيطها بحصار وتلحق بها عجزا أكثر من الذي تفرضه بنا نحن القابعين في منطقة الفالوجة.

ثم هذه قوات اخواننا في السلاح وفي الوطن الكبير في المصلحة المشتركة وفي الدافع الذي جعلنا نهربل في أرض فلسطين.

هذه هي جيوش اخواننا.. حيثما حلت. حلت معها هي أيضا محاصرة.. بفعل الظروف التي كانت تحيط بها، والتي كانت تحيط بنا أيضا.. اذا كان جميعنا يواجه مشكلة قطع شطرنج لا قوة لها ولا ارادة الا بقدر ما تحركها اليد المبدعة الخفية.

وكانت شعوبنا جميعا تبدو في مؤخرة المخطوط ضحية مؤامرة

5

محجوبة أخفيت عنها مبدأ ما يجري وفضلتها حتى عن وجودها نفسه.

وأحيانا كنت أهبط من ارتفاع النجوم إلى سطح الأرض فأحس أنني أدافع عن بيتي وعن أولادي ولا تعنيني أحلامي الموهومة والعواصم والدول والشعوب والتاريخ.

وكان ذلك عندما انتقي في تجوالي فوق الأطلال المحطمة ببعض أطفال اللاجئين الذين سقطوا في براثن الحصار بعد أن خربت بيوتهم وضاع كل ما يملكون، وأذكر بينهم طفلة صغيرة كانت في مثل عمر ابنتي وكنت أراها وقد خرجت إلى الخطر والرصاص والطائش مندافعة أمام سياط الجوع والبرد تبحث عن لقمة عيش أو خرقة قماش.

وكنت دائما أقول لنفسي:

– قد يحدث هذا لابنتي.

وكنت مؤمنا أن الذي يحدث لفلسطين كان يمكن أن يحدث لأي بلد في هذه المنطقة ما دام مستسلما للعوامل والعناصر والقوى التي تحكمه الآن.

ولما انتهى الحصار وانتهت المعارك في فلسطين وعدت الى الوطن. كانت المنطقة كلها في تصوري قد أصبحت كلا واحدا.

وأيدت الحوادث التي جرت بعد ذلك هذا الاعتقاد في نفسي كنت أتابع تطورات الموقف فيها فأجد أصداء يتجاوب بعضها مع بعض.

كان الحدث يقع في القاهرة فيقع مثيل له في دمشق غدا، وفي بيروت وفي عمان وفي بغداد وغيرها.

وكان ذلك كله طبيعيا مع الصورة التي رسمتها التجارب التي تجتازها منطقة واحدة ونفس الظروف ونفس العوامل .. بل نفس القوى التي تسلط عليها جميعا.

6

وكان واضحا أن الاستعمار هو أبرز هذه القوى.

حتى اسرائيل نفسها، لم تكن الا أثرا من آثار الاستعمار.

فلولا أن فلسطين وقعت تحت الانتداب البريطاني لما استطاعت الصهيونية أن تجد العون على تحقيق فكرة الوطن القومي في فلسطين.

وظلت هذه الفكرة، خيالا يجنونا ليس له أي أمل في الواقع.

وأنا أكتب هذه الخواطر وأمامي مذكرات حاييم وايزمان رئيس جمهورية اسرائيل ومنشئها الحقيقي، وهي المذكرات التي نشرها في كتابه المشهور "التجربة والخطأ"، وقمة عبارات معينة ذات طابع خاص تستوقفني فيه.

يستوقفني قول وايزمان:

"لقد كان يجب أن تساعدنا دولة كبرى وكانت في العالم دولتان تستطيع كل منهما مساعدتنا المانيا وبريطانيا.

أما المانيا فقد آثرت أن تبتعد عن كل تدخل.

وأما بريطانيا فقد أحاطتنا بالرعاية والعطف."

ويستوقفني بعد ذلك قول وايزمان:

"لقد حدث في المؤتمر الصهيوني السادس الذي عقدناه في سويسرا أن وقف هرتزل يعلن ليهود الدنيا أن بريطانيا العظمى وبريطانيا العظمى وحدها دون كل دول الأرض، لقد اعترفت باليهود كأمة ذات كيان مستقل منفصلة عن غيرها.

واننا نحن اليهود خلقنا بأن يكون لنا وطن، وأن تكون لنا دولة وقرأ هرتزل خطابنا من اللورد لانسدون نائبا عن الحكومة البريطانية يتضمن هذا المعنى. وكان هذا الخطاب يقدم لنا أرض أوغندا لتكون وطنا قوميا.

وقرر أعضاء المؤتمر قبول هذا العرض.

ولكننا بعد ذلك كنا نتمشى في المهد وندفنه دون ضجيج.

وعادت بريطانيا ترفض أن تسترضينا.

وعلى اثر هذا العرض الفنا لجنة من عدد كبير من علماء اليهود

7

سافروا الى مصر لدراسة منطقة سيناء وقابلوا في القاهرة اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر الذي أظهر كل العطف على أمانينا في الوطن القومي. ولكن اللجنة لم تجد في منطقة سيناء ما يفي بالغرض الذي كنا من أجله نريد الوطن القومي.

ولقن قابلت بعدها لورد بلڤور وزير خارجية بريطانيا الذي بادر بسؤالي على الفور:
لماذا لم تقبلوا إقامة الوطن القومي في أوغندا؟

وقلت لبلڤور:
ان الصهيونية حركة سياسية قومية. هذا صحيح. ولكن الجانب الروحي منها لا يمكن اغفاله. وانا واثق تمام الوثوق اننا اذا أغفلنا الجانب الروحي فاننا لن نستطيع تحقيق الحلم السياسي القومي.

ثم قلت لبلڤور:
ماذا تقول لو أن أحدا قال لك خذ باريس بدلا من لندن هل تقبل؟

ويستوقفني أيضا قول وايزمان:
عدت الى لندن في خريف سنة ١٩٢١ وكان الغرض من رجوعي أنني دعيت الى لندن لأشرف على كتابة مشروع وثيقة الانتداب البريطاني في فلسطين.

وكان يجب أن تفرض هذه المسودة على عصبة الأمم لتصدر بها قرارا بعد أن وافق مؤتمر سان ريمو على فكرة الانتداب نفسها. وكان لورد كرزون قد ولى وزارة الخارجية محل بلڤور. وكان هو المسؤول عن وضع مشروع الوثيقة.

وكان معنا في لندن القانوني الشهير ابن كوهين. وهو من أقوى واضعي الصيغ القانونية في العالم. وكان إيريك فوريس آدم سكرتير كرزون يتعاون معنا.

8

ووقع بيننا وبين كرزون خلاف أول وأخير.

كتبنا نحن في مشروع الوثيقة عبارة أردنا أن نقيد بريطانيا فيها بوعد بلفور وبأن تكون خطتها في فلسطين قائمة على أساس الوطن القومي لليهود. وكان نص العبارة التي كتبناها نحن: «والاعتراف بحقوق اليهود التاريخية في فلسطين».

وقال كرزون إنه يقترح تخفيف العبارة حتى لا يهيج العرب عند قراءتها وقال إنه يرى أن تكون كما يلي: «والاعتراف بصلة اليهود وعلاقتهم التاريخية في فلسطين.»

وكنت أود أن أستطرد طويلا مع وايزمان في «التجربة والخطأ»، ولكننا جميعا نعلم أن هذه الحوادث القديمة كانت الجرائم الأولى للمضاعفات التي مزقت كيان فلسطين ودمرت وجودها.

وأعود الى الذي كنت أقوله من أن الاستعمار هو القوة الكبرى التي تفرض على المنطقة كلها حصارا قاتلا غير مرئي أقوى وأقسى مائة مرة من الحصار الذي يحيط بخنادقنا في "الفالوجا" وبيحوشنا جميعا. ويحكوماتنا في العواصم التي كنا نتلقى منها الأوامر.

ولقد بدأت بعد أن استقرت كل هذه الحقائق في نفسي أومن بكفاح واحد مشترك وأقول لنفسي:

– ما دامت المنطقة واحدة وأحوالها واحدة، ومشاكلها واحدة ومستقبلها واحد. والعدو واحدا مهما يحاول أن يضع على وجهه من أقنعة مختلفة، فلماذا تشتت جهودنا؟

ثم زادتني تجربة ما بعد ثورة 23 يوليو ايمانا بهذا الكفاح الواحد وضرورته.

فقد بدأت خبايا الصورة تتكشف والظلام الذى كان يحيط بتفاصيلها يتشعشع.

واعترفت أني كذلك بدأت أرى العقبات الكبرى التي تسد الطريق الى الكفاح الواحد، ولكن بدأت أومن بأن هذه العقبات نفسها ينبغي أن تزول لأنها هي صنع ذلك العدو الواحد نفسه.

9

ولقد بدأت أخيراً في اتصالات سياسية من أجل توحيد الكفاح مهما تكن وسائله. وخرجت بعد شهر من هذه الاتصالات بنتيجة هامة هي أن العقبة الأولى في طريقنا هي "الشك". وكان واضحا أن بذور هذا الشك قد بذرتها في نفوسنا ذلك العدو الواحد نفسه، لكي يحول بيننا وبين الكفاح الواحد.

واذكر انني جلست في الأيام الأخيرة أتحدث مع أخ من ساسة العرب وكان معنا زميل له وبدأت أتكلم وبدأ هو يرد على الدعاة أقوله.

وكان يقول العبارة ثم يلتفت الى زميله ليرى أثر الذي يقوله في وجهه. بدل أن يحاول استكشاف أثره في أنا.

وبدأت أقول له: تقلب على كل ما في نفسك من شك وكفر بكل ما في قلبك وانظر الى في عيني ولا تدر وجهك!

وسمعت أريد بذلك أن أهون من أمر العقبات التي تحول بيننا وبين توحيد الكفاح فلا شك أن بعضها معقد يمتد أصوله الى طبيعة البنية وظروف شعوبها التاريخية والجغرافية ولكن المؤكد أنه يمكن مع شيء من المرونة القائمة على بعد النظر وعلى التعرض ايجاد الخط الذي يستطيع الجميع أن يقفوا فيه. بلا تردد وبلا مناقشة لمواجهة الكفاح الواحد.

ولست أشك دقيقة في أن كفاحنا الواحد يمكن أن يعود علينا وعلى شعوبنا بكل الذي نريده لها ونتمناه.

وسوف أظل دائما أقول أننا أقوياء ولكن الكارثة الكبرى أننا لا ندرك مدى قوتنا.

اننا نخطئ في تعريف القوة فليست القوة أن تصرح بصوت عال. انما القوة أن تتصرف ايجابيا بكل ما تملك من مقومات.

وحين أحاول أن أحلل عناصر قوتنا لا أجد مفرًا من أن أضع ثلاثة مصادر بارزة من مصادرها يجب أن تكون أول ما يدخل في الحساب.

10

أول هذه المصادر أننا مجموعة من الشعوب المتجاورة المترابطة بكل رابط مادي ومعنوي يمكن أن يربط مجموعة من الشعوب وأن لشعوبنا خصائص ومقومات وحضارة انبثقت في جوهرها الاديان السماوية المقدسة الثلاثة ولا يمكن قط اغفالها في محاولة انشاء عالم مستقر يسوده السلام.

هذا هو المصدر الأول.

أما المصدر الثاني: فهو أرضنا نفسها ومكانها على خريطة العالم. ذلك الموقع الاستراتيجي الهام الذي يعتبر ملتقى طرق العالم ومعبر تجارته، وممر جيوشه.

يبقى المصدر الثالث: وهو البترول الذي يعتبر عصب الحضارة المادية، والذي بدونه تستحيل كل أدواتها - المصانع الهائلة الكبرى لكافة أنواع الإنتاج ووسائل المواصلات في البر والبحر والجو، وأسلحة الحرب سواء في ذلك الطائرات المحلقة فوق السحاب أو القواصم المستترة تحت أطياف الموج، تستحيل كلها قطعا من الحديد يعلوها الصدأ لا تنبعث منها حركة أو حياة.

الحقيقة الواقعة

من خطاب الرئيس في نادي فلسطين بالإسكندرية بتاريخ 13 ديسمبر 1952

اني أشعر شعورا عميقا أن المأساة التي حلت بنا جميعا في فلسطين لم تكن الا نتيجة للطمانينة التي نزلت على نفوسنا بعلة الخطب المنمقة والاجتماعات الحاشدة، كنا نستمع للخطب ونشعر بالطمانينة بعد هذه الخطب. كانت هذه الطمانينة هي السبب الأول والسبب الأساسي لكارثة فلسطين. وانا نادم كثيرا ان أقول ان هذه الطمانينة ما زالت في النفوس كانت الأمة العربية تشعر بما يحدث في فلسطين وكنا نحن نشعر بذلك وكان رجال